8.12.2014

أردوغان والجمهورية التركية الثانية

أردوغان والجمهورية التركية الثانية

 

يستمر الأتراك في التصويت لاختيار رئيسهم القادم، وترجح التوقعات فوز أردوغان، ذلك أن منافسيه ليس لديهم الرصيد الذي يمتلكه. ولا يبدو أن الأتراك مستعدين للمقامرة بنصيبهم الوافر من الاستقرار السياسي والاقتصادي وسط محيط إقليمي غارق في الاضطراب والفوضى.


كذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى تمتع أردوغان بحظوظ كبيرة للفوز بهذه الانتخابات. ومن جانبه، أكد أردوغان تعاظم فرص حزبه لحصد المنصب بفارق واضح بينه وبين الأحزاب المنافسة مثلما تجلى في الانتخابات المحلية الأخيرة، لافتاً إلى أن انتخابات الرئاسة ستكون مؤشرا قويا لما يمكن أن يحقّقه حزب العدالة في الانتخابات النيابية المقررة عام 2015.

وإذا ما أمسى الرئيس الـ12 لتركيا حتى 2019، فسيصبح أردوغان رابع سياسي تركى يتولى رئاسة الحكومة ثم الجمهورية بعد كل من تورغوت أوزال وسليمان ديميريل وعبد الله غل، وسيحتل المرتبة الثانية بعد أتاتورك من حيث طول المدة التي قضاها في حكم تركيا.

ويخوض أردوغان السباق الرئاسي متوخيا الفوز بمنصب الرئاسة والبقاء لمدتين رئاسيتين حتى يدرك العام 2023 وهو رئيس واسع الصلاحيات والسلطات للجمهورية التركية، بما يعينه على إتمام مشروعه الهادف إلى بناء الجمهورية الثانية التي ينوي الإعلان عن نشأتها في ذات العام بالتزامن مع إعلان أفول جمهورية أتاتورك الأولى التي تأسست عام 1923 بعد مئوية حفلت بالتقلبات والانعطافات. وقد دشن أردوغان حملته الرئاسية بشعار براق هو “تركيا جديدة 2023″ طوى بين ثناياه ملامح جمهوريته الجديدة، التي يسعى إلى إرساء دعائمها بعد تعظيم صلاحيات رئيس الدولة، الذي لن يبقى لمدة رئاسية واحدة تمتد لسبع سنوات وإنما سيحق له الاستمرار لمدتين كل منهما خمس سنوات، بموجب تعديلات طالت الدستور الحالي في العام 2008. وقد حدد أردوغان أبرز معالم جمهوريته الجديدة كالتالي:

التخفيف من غلواء العلمانية الأصولية، وإبقاء الجيش بمنأى عن السياسة، وتطوير التجربة الديمقراطية، والتقدم في تطبيع الحياة السياسية والاجتماعية، ورفع مستوى الرفاهية.

وفي الوقت الذي يتوقع لحزب العدالة والتنمية، إذا لم يتجاوز مشاكله وصراعاته الجيلية الداخلية، أن يشهد انقساما ربما يسفر عن ظهور حزب جديد من داخله، أو أن يندمج مع حزب آخر كما جرى مع حزب الوطن الأم، يبقى أردوغان، إن فاز برئاسة تركيا، بحاجة إلى برلمان أليف ورئيس وزراء موالٍ.

وبذلك وحده يمكن أن يضمن صلاحيات أوسع كى يمرر سياساته وبرامجه دون عقبات أو ممانعة، وهو ما لن يتأتى دون حصول حزبه على الأغلبية البرلمانية في انتخابات العام المقبل وتََوَفُر مستوى عال من التنسيق والتناغم بين رئيس الدولة وكل من رئيسي البرلمان والحكومة.


ليست هناك تعليقات:

في حال لديك أي استفسار أو سؤال يمكنك ترك تعليق وسيتم الرد من الإدارة

جميع الحقوق محفوظة © 2013 - تعلم اللغة التركية – turkçe oğrenıyorum

تعديل :Ayman Mosully