تعتبر الأراضي التركية ملاذا آمنا لكثير من السوريين الذين فروا إليها من ويلات الحرب في مدنهم، وساهمت الحكومة التركية في تخفيف معاناة هؤلاء عبر التسهيلات التي قدمتها لهم من افتتاح مستشفياتها لاستقبال الجرحى ومدارسها لاستقبال الأطفال وبعض جامعاتها لاستقبال الطلبة.
ولكن كثرة تدفق السوريين إلى تركيا دفعت منظمة إدارة الطوارئ والحروب التركية "أفاد" (AFAD) لإيجاد تسهيلات إضافة لهم على أراضيها، فأوجدت ما يسميها السوريون "الهوية الجديدة".
وفي جولة ضمن مركز التسجيل في مدينة الريحانية، تحدث سامر أحد المشرفين على عملية تسجيل العائلات السورية في منظمة "أفاد" عن أهمية البطاقة التي تعتبر عملية إحصائية بالدرجة الأولى، وتخول حاملها دخول المشافي التركية والعلاج بالمجان والحصول على معونات بشكل دوري من المنظمة.
ويضيف سامر في حديثه عن الجهود التي تبذلها الحكومة التركية لتنظيم وجود السوريين على أراضيها قائلا إن "الشرطة التركية ترافق موظفي المنظمة يومياً من الصباح للمساء لجلب العائلات السورية من بيوتها لمركز التسجيل، وتساعد في تنظيم عمليات أخذ المعلومات والتقاط الصور والبصمات، كما تؤمن المعونات الإغاثية لتلك العائلات".
ويؤكد سامر على أهمية توجه السوريين لنيل تلك البطاقة والتجاوب مع الحكومة، ولكنه حذر في الوقت نفسه من استغلال الأمر والتسجيل لأكثر من مرة، الأمر الذي يعرض الفاعل "للمساءلة والعقوبة".
ويفيد أيضا بأن أي عائلة سورية تسكن في بيت ضمن أحد الأحياء التي تم سبرها مسبقا عليها أن تحصل على ورقة من مختار الحي والتوجه بها إلى مركز التسجيل ليتم تسجيلها كأي عائلة أخرى ضمن الحي، فعنوان المنزل الذي تقطنه العائلة السورية له أهمية عند المنظمة لتوصيل المساعدات والإعانات لها.
ويرى أحمد، وهو شاب سوري لاجئ، أن الهوية التركية الممنوحة للاجئين السوريين في تركيا مهمة، فهي تحوي كل المعلومات اللازمة لتنقله ضمن الأراضي التركية بل الاستفادة من الكثير من الخدمات أيضا.
ويضيف أحمد أن مسؤولين من منظمة إدارة الطوارئ والحروب بالتعاون مع الشرطة التركية يتنقلون في كل يوم من شارع لآخر لتنظيم قدوم العائلات السورية إلى مركز التسجيل لنيل البطاقة، حيث اصطحبته هو وعائلته للمركز بحافلة خاصة.
وبعد وصوله هو وعائلته إلى مركز تابع للمنظمة، أخذ مسؤولون المعلومات الكاملة عنه وعن أولاده وأعطوه رقما ليتم تسليم البطاقة لهم في وقتها.
وأردف أحمد بأنه وخلال عملية التسجيل في المركز تم أخذ مقاسات أحذية الأطفال وألبستهم لتأمين إعانات من الألبسة والأحذية لهم، وبعد الحصول على الرقم الخاص بعائلته وجهوه لمركز آخر للتسجيل في خدمة إعانات غذائية بشكل مباشر، تسلم له بعد أسابيع بحسب رقمه ضمن الدور الذي ينظمه المركز.
في حال لديك أي استفسار عن هذا الموضوع يمكنك ترك تعليق
ليست هناك تعليقات:
في حال لديك أي استفسار أو سؤال يمكنك ترك تعليق وسيتم الرد من الإدارة